أثنى موقع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف أونلاين” في مقال مطول له على البداية القوية التي افتتح بها المنتخب الجزائري للمحليين مشواره في بطولة إفريقيا “الشان”، واعتبر الفوز على أوغندا بثلاثية نظيفة رسالة قوية من “الخضر” لباقي المنافسين.
” وجه أشبال المدرب، مجيد بوقرة، رسالة قوية” لجميع المنتخبات الأخرى المشاركة في المنافسة، مفادها “نحن هنا.. جئنا للتنافس على اللقب ونسعى للعودة بالتاج القاري…”، وهو التاج الذي ضيعه الجزائريون على أرضهم في آخر نسخة، عقب خسارة في النهائي، أمام منتخب السنغال، في ركلات الترجيح.
كانت الثلاثية، التي تداول على تسجيلها كل من القائد، أيوب غزالة، عبد الرحمن مزيان وسفيان بايزيد، نتيجة لتألق جميع اللاعبين، وعلى مستوى الخطوط الثلاث، بدءا من حارس المرمى، زكرياء بوحلفاية، مرورا بالمدافعين، ووسط الميجان بقيادة، زكرياء دراوي، ووصلا إلى الهجوم، الذي قاده، أيمن محيوص، ولم يكن محظوظت لترك بصمته في اللقاء.
أرقام “الأفناك” في البطولة تصنع الحدث وشباكهم تبقى نظيفة للمباراة السابعة تواليا
واصل المنتخب الجزائر، التألق تحت قيادة المدرب، مجيد بوقرة، الذي قاده إلى نهائي النسخة السابقة من المنافسة، وزيادة عن المحافظة على سلسلة عدم الخسارة للمباراة السابعة تواليا (نهائي نسخة 2022، انتهى بنتيجة 0-0 في الوقت الرسمي والشوطين الإضافيين)، عزز خط دفاع المنتخب الجزائري، رقمه ليصل إلى المباراة السابعة تواليا من دون تلقي أي هدف (6 مباريات في النسخة السابقة)، بمعدل 712 دقيقة، حيث كان آخر هدف تلقته شباك الجزائر، في الدقيقة 37 من مباراة تحديد المركز الثالث أمام السودان في سنة 2011، وهي أرقام صنعت الحدث، وعكست قوة الجزائريين.
افتخر، بوقرة، بأشباله وأدائهم المميز بعد المباراة قائلا: “كان فوزا جيدا. تعكس هذه النتيجة العمل المبذول. لم تكن المباراة سهلة، لعبنا خارج أرضنا وتحت الضغط، لكننا سيطرنا”.
رغم الفوز الكبير والأداء المقنع الذي أعجب الجميع، إلا أن المدرب، بوقرة، بقي حذرا جدا بعد المباراة، وأصر على تحسين بعض الهفوات التي وقع فيها أشباله، حيث قال: “لا يزال لدينا عمل نقوم به. تسيير المساحات بين خطوطنا أمر سنعمل على تحسينه. المنتخبات الأقوى ستحاول استغلال ذلك”.
تؤكد رؤية، بوقرة، أن الجزائر لا تكتفي بمعانقة الانتصار الوقت الحالي، بل تطمح لتعويض ما فاتها في النسخة السابقة، وهو نفس الأمر الذي أشار له قبل سفرية المنتخب الجزائري إلى، أوغندا، للمشاركة في البطولة.
مزيان نجم فوق العادة ويصل للهدف السابع في بطولة “شان” توتال إنيرجيز
سجل، عبد الرحمن مزيان، هدفه السابع مع المنتخب الجزائري في بطولة “شان” توتال إنيرجيز، (6 أهداف في النسخة السابقة)، ليقترب أكثر من الهداف الجزائري في هذه البطولة، أيمن محيوص، الذي يملك 9 أهداف كاملة، سجلها كلها في نسخة 2022 التي أجريت على الأراضي الجزائرية.
قال لاعب الجناح المتميز، مزيان، والذي نال الإعتراف والتقدير، بعد تتويجه بجائز أفضل لاعب في المباراة من طرف، توتال إنيرجيز، بعد الفوز الكبير الذي حققه منتخب بلده: “فقدت سنًا، لكن الحماس كان حاضرًا… الحمد لله كل شيء سار على ما يرام”.
بوكرشاوي الإكتشاف وعليلات منبع الأمان
كان الشاب، بلال بوكرشاوي، البالغ من العمر 22 سنة، أحد اكتشافات المباراة، حيث تألق فوق أرضية الميدان طيلة الدقائق التي لعبها، بعدما فضل المدرب، مجيد بوقرة، وضع ثقته فيه وإشراكه أساسيا، بعد الوجه الجيد الذي قدمه مع ناديه شباب بلوزداد، منذ مرحلة الذهاب من الموسم الماضي.
ترك، بوكرشاوي، جميع المتابيعن يتحدثون عنه، ويشيدون بامكانته، في أول ظهور له في البطولة، بفضل مستوياته، وتحركاته يمينا ويسارا، جنوب وشمالا. وعلى نهجه أيضا، سار المدافع الأنيق، آدم عليلات، الذي تألق هو الآخر، وكان سد منيعا في دفاع “الخُضر”، ومنبع الأمان طيلة المباراة.
الهدف واضح: اللقب الغائب عن خزائن “الخُضر”
تشارك الجزائر للمرة الثالثة فقط في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، بعد نسختي 2011 و2022، حيث تألقت في المرتين السابقتين بتنشطيها نصف النهائي في النسخة الأولى، واحتلالها المركز الرابع بعد ذلك، والنهائي في النسخة الثانية التي جرت على أرضها سنة 2023، فماذا بعد ذلك…؟ أكيد ومؤكد أن المنتخب الجزائري، بلاعبيه وطاقمه الفني، ومن دون شك الجماهير الجزائرية الشغوفة، لن يرضوا من غير حمل الكأس، يوم 30 أغسطس القادم، في ملعب، كاساراني، بمدينة نيروبي، كينيا.
شكلت بداية مغامرة “الأفناك”، في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، “باموجا” 2024، إشراقة أمل جديدة، والفوز بثلاثية نظيفة أمام البلد المَُضيف المدعوم بجماهيره الغفيرة، ليس مجرد انتصار، بل له دلالات ومعاني كثيرة، حيث يعتبر أول الخطوات الحاسمة نحو تصحيح المسار وتحقيق الحلم القاري. وهو نفس الكلام الذي قاله، مزيان، في تصريحاته بعد المباراة: “سنواصل التقدّم ونبحث عن نتائج أفضل. كل مباراة سنكتب قصتها. ونحن هنا حتى النهاية”.